الاثنين، يونيو 29، 2009

اتق الشبهات

عن أبى عبد الله بن بشير رضى الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور متشابهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد إستبرأ لدينه وعرضه ومن وقع فى الشبهات وقع فى الحرام كالراعى يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ألا وهى القلب) رواه البخارى


الشـــــرح:
-------------

قول الرسول: ( إن الحلال بين والحرام بين ) قال أبو حنيفة الحلال هو ما دل الدليل على حله وقال الشافعى إن الحرام ما دل الدليل على تحريمه


قال الرسول: (وبينهما أمور متشابهات) أى بين الحلا والحرام أمور مشتبهة بالحلال والحرام فحيث إنتفت الشبهة إنتفت الكراهة وكان السؤال عنه بدعة


قال الرسول: (فمن اتقى الشبهات فقد إستبرأ لدينه وعرضه ) أى طلب براءة دينه وسلم من الشبهة وأما براءة العرض فإنة إذا لم يتركها تطاول إليه السفهاء بالغيبة ونسبوه إلى أكل الحرام فيكون مدعاة لوقوعه فى الإثم وعن على رضى الله عنه قال: إياك وما يسبق إلى القلوب إنكاره وإن كان عندك أعذاره فرب سامع نكراً لا تستطيع أن تسمعه عذراً


قال الرسول: (ومن وقع فى الشبهات وقع فى الحرام ) يحتمل أمرين أن يقع فى الحرام وهو يظن أنه ليس بحرام أو أن يكون قد قارب أن يقع فى الحرام لأن النفس إذا وقعت فى المخالفة تدرجت من مفسدة إلى أخرى أكبر منها


قال الرسول: (كالراعى يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه) والحمى ما يحيمه من الغير من الحشيش فى الأرض المباحة فمن رعى حول الحمى يقرب أن تقع فيه ما شيته فيرعى فيما حماه الغير بخلاف إذا ما إسترعى بعيداً عن الحمى


قال الرسول: (ألا وإن فى الجسد مضغة) أى فى الجسد مضغة إذا خشعت خشعت الجوارح وإذا فسدت فسدت الجوارح


وقال العلماء البدن مملكة النفس ومدينتها والقلب وسط المملكة والأعضاء كالخدم والقوة المفكرة الباطنة كضياع المدينة والعقل كالوزير الناصح والشهوة طالب أرزاق الخدم والغضب صاحب الشرطة وهو عبد مكار يتمثل فى صورة الناصح ونصحه سم قاتل ودأبه منازعة الوزير واللسان كالترجمان والحواس الخمس جواسيس فالقلب الملك كالراعى إذا فسد فسدت الرعية وأمراض القلب كثيرة منها الغل والحقد والحسد والشح والبخل والكبر والسخرية والرياء والسمعة والمكر والحرص والطمع والعدم الرضا


(نقلا من صفحة المهندس محمود بهجت - الفيس بوك)